
تتماوج المصالح مع ترهات ما هو كائن ، و ما هو مفروض..في بحر شديد الملوحة، تتصارع الحيتان على الظفر بوجبات أكثر..ثم تبدو القروش في حال أقل تستعرض قوتها بين استبيان أفكاكها و إظهار زعانفها ، غير بعيد عن هذا المشهد المهيب توجد جماعات من حوت الأوركا المخيف يؤثت المكان بصمت الأموات و غياب الأصوات ..منظر يبعث على الريبة و الهلع لباقي الأحياء الأخرى التي وجدت نفسها في وضع لا تحسد عليه ، فمنها من باغتتها هذه الفسيفساء..و أخرى حالفها حظ البقاء فتوارت عن الأنظار إلى حين ، أو تجمدت في مكانها من هول الموفق..حقيقة تتشابك الأيادي الخفية لمختلف هذه القوى و تنشأ تحالفات تحت الماء قريبة من السطح..ناسية او متناسية أن هناك لوبيات أكبر و أضخم في أعماق الأعماق.. حال السمك الصغير كحال من لا حول و لا قوة له..يتطاير من شدة البلع و من فرط الإفتراس.. في ظل المعاهدات تسيد حوت أزرق يبدو عليه الهرم و أثر النعمة فبدأ ت تجتمع عليه مخلوقات المصالح المشتركة من كل نوع و جنس..فجأة أصبحت زرقة البحر تميل إلى حمرة قاتمة و غدا لون الدماء يطفو على السطح..و تعالت أصوات و آهات تكسر جدار الصمت و الهدوء الذي كان يخيم من قبل..حتى من قعر المكان بدأت تتصاعد صيحات و صرخات بالكاد تصل لأن هذه التكتلات و التحالفات أصرت على تأزيم الوضع و بالتالي وضعت لوبياتها على أهبة الاستعداد لعدم وصول الإغاثة و العون و كذلك أغلقت كل المنافذ من و إلى هذه الأماكن.. في خضم هذا الحابل و النابل و في زخم هذا المزيج من زفرات التأوه و الحسرة سمع صوت هو للقهقهات أقرب إلى العويل و البكاء..قد كانت زمرة من الدلافين أتت لمساعدة من تم سحقهم و الإغارة عليهم في أوطانهم..بيد أنهم وجدوا جماعة من كبار الأسماك تتعارض معهم و توهمم بأن لا مجال للضعيف في هذا العالم الجديد.. و أنه يجب صياغة حدود جديدة و خلق بلدان بمفاهيم و سياقات تتنافى و مبادئ إنسانية الإنسان ..فما بقي للدلافين الساعية للخير و إصلاح ما يمكنه إصلاحه إلا الإحتجاج و التنديد لأنه لم يعد لها قوة ..بما أن باقي الخلق قد ضرب عليه باب من حديد.باطنه و ظاهره محنة و بلاء شديد..فلم يبقى غداء و لا زاد لهذه الفئة الهشة ..و أصبحت مزايدات هنا و هناك ..و الكل أصبح يتفرج و لا يعنيه هذا الهول و هذا القرح الذي ألم بهؤلاء الخيرة من الفضلاء..لذلك أظلمت دنيا الإنسانية و اكفهرت.. انطفأت أنوار العدل، و تعطلت أخلاق و قيم مبادئ وجود
الإنسان ..و أضحى نقاء الروح و سموها في خبر كان ..
30\7\2025