شهدت الأسواق المغربية في الأسابيع الأخيرة ارتفاعاً صادماً في أسعار البيض، حيث تجاوز سعر البيضة الواحدة عتبة 1.50 درهم في العديد من نقاط البيع، وهو ما أثار موجة غضب عارمة بين المستهلكين الذين يعتبرون البيض من السلع الأساسية في غذائهم اليومي. هذا الارتفاع المفاجئ دفع العديد من الأسر إلى إعادة حساباتها، بل وإلى تنظيم حملات مقاطعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعارات مثل “المقاطعة واحد 15 ليوم”.

 

وفقاً لمعطيات ميدانية، قفز سعر البيضة من 0.85 درهم إلى 1.12 درهم في الضيعات الفلاحية، ثم استمر في الصعود ليصل إلى 1.50 درهم للمستهلك النهائي في بعض المناطق، مع تسجيل أسعار تصل إلى 1.70 درهم في حالات معينة. هذه الزيادة التي تجاوزت 75% في بعض الأسواق المحلية فاجأت حتى العاملين في القطاع، حيث صرح أحد المهنيين بأن “تكلفة البيضة الواحدة بالضيعة تصل إلى درهم و29 سنتيماً”.

 

أثار الارتفاع الحاد في الأسعار جدلاً واسعاً بين أطراف القطاع:

– “المنتجون”” يبررون ذلك بارتفاع تكاليف الأعلاف والمواد الأولية، وتأثير موجات الحر الشديدة (“الشركي”) التي أدت إلى تراجع إنتاج البيض بنسبة ملحوظة، حيث انخفضت الكمية المنتجة يومياً من 24 مليون بيضة إلى 17 مليوناً.

 

– الموزعون يتهمون المنتجين بـ”التلاعب بالإنتاجية والتوافق الجماعي بشأن الأسعار”، مشيرين إلى أن الإنتاج ما يزال متوفراً بكميات كافية.

 

عبّر المواطنون عن استيائهم الشديد من هذه الزيادات، خاصة في ظل الارتفاع المتواصل لأسعار العديد من السلع الأساسية الأخرى. وكما علق أحد المغاربة: “أصبحنا ننتظر انخفاض الأسعار لنفرح، وهذا دليل على مدى تأقلمنا مع الغلاء”.

 

و ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات عديدة لمقاطعة شراء البيض، منها:

 

– حملة “المقاطعة واحد 15 ليوم” التي هدفت إلى الضغط على التجار لتخفيض الأسعار.

– منشورات أخرى دعت إلى مقاطعة أطول، معتبرة أن “البيض تحديداً محتاج مقاطعة 3 أيام أو أسبوع على أقصى تقدير”.

 

شهدت أسعار الأعلاف وطاقة التشغيل زيادات كبيرة، مما أثر على هامش ربح المنتجين،و موجات الحر الشديدة تسببت في إجهاد الدجاج البياض وتقليل إنتاجه، حيث أوضح خالد الزعيم من الجمعية الوطنية لمنتجي بيض الاستهلاك أن “الحرارة المرتفعة أدت إلى توقف الدجاجات عن الأكل، مكتفية بشرب كميات كبيرة من الماء”، حيث اتهم مسؤولون مهنيون “جشع الوسطاء والمضاربين” باستغلال تقلبات السوق لرفع الأسعار بشكل غير مبرر، تأثر السوق المغربية بارتفاع أسعار البيض عالمياً بسبب تفشي إنفلونزا الطيور وارتفاع تكاليف الأعلاف والطاقة.

 

فيما يتوقع بعض المهنيين استمرار الضغط على الأسعار مع اقتراب شهر رمضان، يستبعد آخرون وصول سعر البيضة إلى 2 درهم، مشيرين إلى استثمارات جديدة تسعى لتعزيز الإنتاج.

 

أصبحت أزمة ارتفاع أسعار البيض في المغرب نموذجاً لأزمة أكبر في السلع الأساسية، حيث تتفاعل عوامل محلية وعالمية لتزيد من معاناة المواطنين. بينما تظهر المقاطعة كسلاح شعبي فعال، و تبقى الحلول الهيكلية ضرورة ملحة لضمان استقرار الأسعار وحماية القدرة الشرائية للمغاربة. كما علق أحد الخبراء: “استقرار أسعار المواد الغذائية ليس فقط مسألة اقتصادية بل شأن اجتماعي يمس الأمن الغذائي والثقة ب


ين الدولة والمواطن”.