
تحقيق استقصائي: من يجتث غابة “البرج” بضواحي طنجة؟
في مشهد يطرح أكثر من علامة استفهام، تحوّلت غابة “البرج”، إحدى أبرز المساحات الخضراء بضواحي طنجة، إلى أرض خلاء، بعد اجتثاث مريب لكافة أشجارها، ضمن عمليات وصفتها مصادر مطلعة بـ”الغامضة” والتي تمت دون أي إعلان رسمي أو توضيح من الجهات المعنية.
التحقيقات الأولية، التي تطالب بها أصوات مدنية وبيئية، تشير إلى وجود تحركات غير واضحة المعالم وراء هذا الاجتثاث الكلي لأشجار الصنوبر وباقي الأنواع النادرة التي كانت تميز الغابة. مصادر محلية أكدت أن السلطات بعمالة الفحص أنجرة توصّلت بمراسلات تطالب بفتح تحقيق عاجل لكشف خلفيات ما جرى، خاصة وأن المؤشرات الميدانية توحي بتحويل المنطقة تدريجياً إلى مشاريع عقارية غير معلنة.
ما يثير القلق هو أن هذه العمليات تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توسعاً عمرانياً متسارعاً، يتزامن مع اختفاء متزايد للغطاء الغابوي، وسط غياب واضح لأي تقييم بيئي أو دراسات أثر بيئي مصاحبة لتلك التحولات. هذا الوضع دفع جمعيات بيئية إلى دق ناقوس الخطر، محذرة من تفريغ المنطقة من رئتها الخضراء في ظل ضعف الإمكانيات القانونية، ونقص الموارد البشرية المختصة لدى السلطات المحلية.
وتُطرح تساؤلات جدّية حول الجهات المستفيدة من هذا الإتلاف المنظم، ومدى تورط أطراف نافذة في إعادة توجيه الغطاء الغابوي نحو أنشطة عقارية أو مشاريع خاصة، دون المرور عبر القنوات الرسمية أو احترام المقتضيات القانونية ذات الصلة بالبيئة.
وفي الوقت الذي لم يصدر أي بلاغ رسمي من الجهات الوصية، يتكرر سيناريو اجتثاث الغابات بطنجة ومحيطها، وسط صيف بات يشكل موسم تهديد خطير للمجال الطبيعي، ليس فقط عبر الحرائق، بل عبر أنشطة بشرية منظمة، تفتقر إلى الحد الأدنى من الشفافية والمراقبة.
الوقائع المتداولة حول غابة “البرج” تضع السلطات المحلية والإقليمية أمام مسؤولية ثقيلة، فهل تتحرك لوقف هذا النزيف الأخضر؟ أم أن الأمر مجرد حلقة أخرى في سلسلة “إعادة رسم” المجال البيئي لأهداف مغايرة؟
طنجة اونلاين