
عاشت منطقة جنان زناتة بعين حرودة ضواحي الدار البيضاء، ليلة استثنائية اتسمت بالعنف والدم، بعدما اندلع شجار عنيف بين مجموعتين من المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، انتهى بمقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين بجروح خطيرة، ما خلف صدمة لدى السكان المحليين والجالية المهاجرة على حد سواء.
وفق مصادر محلية، فقد اندلعت المواجهات في وقت متأخر من الليل باستعمال أسلحة بيضاء وحجارة، وسط حالة من الفوضى والرعب. أصوات الصراخ والاشتباكات دفعت السكان إلى الاستنجاد بعناصر الأمن والدرك، الذين تدخلوا لاحتواء الوضع ونقل المصابين إلى المستشفى.
السلطات الأمنية فتحت تحقيقاً عاجلاً لتحديد أسباب وملابسات هذه المواجهة الدامية. ورغم تضارب الروايات الأولية، تشير بعض المعطيات إلى أن الشجار قد يكون مرتبطاً بخلافات داخلية بين أفراد المجموعتين حول النفوذ أو ظروف العيش القاسية في المنطقة.
الحادثة أثارت مخاوف كبيرة لدى ساكنة زناتة، الذين عبروا عن قلقهم من تكرار مثل هذه الأحداث في منطقة تعيش على وقع ضغط اجتماعي واقتصادي متزايد بسبب توافد المهاجرين. كما طرحت أسئلة ملحّة حول السياسات العمومية في التعامل مع ملف الهجرة غير النظامية، وظروف إيواء هؤلاء المهاجرين، ومدى قدرتها على ضمان الأمن العام وحماية حقوق الجميع.
عدد من الساكنة أكدوا أن مثل هذه المواجهات ليست الأولى من نوعها، وأن الخوف أصبح يخيّم على حياتهم اليومية. في المقابل، ناشطون حقوقيون شددوا على ضرورة معالجة جذور الأزمة عبر حلول إنسانية واجتماعية، بدل الاقتصار على المقاربة الأمنية وحدها.