أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة مؤخرا عن تحديد أسعار مقررات مدارس الريادة للسنة الدراسية 2025/2026، في خطوة جاءت ضمن مشروعها الطموح لجعل الكتب المدرسية في متناول جميع الأسر المغربية، مع الحفاظ على جودة التعليم والرفع من مستوى التعلمات.

 

وقد أعلنت الوزارة أن أسعار الكتب ستتراوح بين 4 دراهم و16.5 درهم، حيث بلغ سعر كتاب اللغة الفرنسية، المكون من 136 صفحة، 4 دراهم فقط، في حين بلغ سعر كتاب اللغة العربية، الذي يتضمن 304 صفحات، حوالي 11 درهماً، أما كتاب الرياضيات، الذي يوازي عدد صفحات كتاب اللغة العربية، فقد حُدد سعره بـ16.5 درهم تقريباً.

 

تهدف هذه المبادرة إلى توحيد المقررات وضمان تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ في مدارس الريادة، من خلال توفير كتب مدرسية ذات جودة عالية وأسعار رمزية، وهو ما يعزز الرغبة في تقليص الفوارق الاجتماعية وتحسين مستوى التعليم. هذا المشروع يشمل توسعة مهمة لشبكة مدارس الريادة التي ستستقبل في هذا الموسم أكثر من 2000 مدرسة ابتدائية وأكثر من 550 إعدادية جديدة، ما يدل على أهمية هذه المبادرة في الخطة الوطنية لتطوير منظومة التعليم.

 

ومع ذلك، أثارت هذه الأسعار الجديدة جدلاً واسعاً في أوساط الكتبيين والناشرين، حيث اعتبر عدد منهم أن الأسعار المحددة «غير واقعية» ولا تغطي حتى التكاليف الأساسية للطباعة والتوزيع. بعض الناشرين أشاروا إلى أن المنافسة الشرسة بين الشركات التي فازت بصفقات الطباعة أدت إلى تخفيض كبير في الأسعار، مما قد يؤثر سلباً على جودة المحتوى وقدرة الناشرين على توفير الكتب بالكمية والوقت المناسبين.

 

وفي السنوات السابقة، كانت كتب مدارس الريادة توزع مجاناً على التلاميذ، لكن هذه السنة يرى بعض المهنيين أن طرح الكتب للبيع بالمكتبات لأول مرة قد يفتح باباً لمشاكل تتعلق بالتوفر وقد يؤدي إلى ظهور سوق سوداء، إذا لم تتم معالجة ملف توزيع الكتب بشكل فعال.

 

من جهته، أكد الحسن المعتصم، رئيس رابطة الكتبيين بالمغرب، أن سوق الكتب المدرسية العمومية يشهد توفرًا جيدًا حالياً، مع استقرار أو انخفاض طفيف في أسعار اللوازم المدرسية مثل الدفاتر والأدوات، على عكس بعض الارتفاعات في الكتب المستوردة والخاصة بالمدارس الخصوصية. كما دعا إلى تنسيق أفضل بين المكتبات والمدارس والناشرين لتجاوز إكراهات نقص بعض العناوين وتأمين استمرارية سلسلة الكتاب المدرسي بشكل مُرضٍ لجميع الأطراف.

 

تظل نظرة أولياء الأمور والتلاميذ إلى هذه المبادرة متباينة، بين ترحيب بمحاولة تخفيض أسعار الكتب وإتاحة الولوج إليها، وبين مخاوف من تأثير التخفيضات على جودة المقررات والتحديات اللوجستية المرتبطة بالتوزيع.

 

يأتي هذا الإصدار الجديد لكتب مدارس الريادة في إطار سعي وزارة التربية الوطنية إلى تفعيل رافعة تعليمية استراتيجية تهدف إلى تحسين جودة التعليم العمومي وتشجيع المشاريع النموذجية، مع ضرورة متابعة مستمرة لضمان التوازن بين الجودة والأسعار وتوفير الكتب في الوقت المناسب لجميع التلاميذ.