
في ظل أمواج مضيق جبل طارق حيث يلتقي المحيط الأطلسي بالبحر المتوسط يقف ميناء طنجة المتوسط شامخًا كأضخم مشروع مينائي في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط بتكلفة تجاوزت 3 مليارات يورو وطاقة استيعابية تصل إلى 9 ملايين حاوية سنويًا لم يعد هذا الميناء مجرد منشأة بحرية بل تحول إلى إمبراطورية لوجستية تدير 35 بالمئة من تجارة المغرب مع العالم وتشغل أكثر من 100 ألف شخص مباشرة
في فبراير 2003 أعلن الملك محمد السادس عن حجر الزاوية لرؤيته الاقتصادية مشروع يعيد توازن الخريطة الصناعية للمغرب ويجعل من طنجة التي عانت عقودًا من التهميش بوابة إفريقيا نحو أوروبا بحلول 2007 دشنت المحطة الأولى بطاقة 3 ملايين حاوية ليتجاوز الأداء الفعلي التوقعات بمعالجة 86 مليون حاوية عام 2023 متفوقًا على موانئ إسبانيا وإيطاليا
180 ميناءً عالميًا مرتبطًا بشبكة طنجة المتوسط منها 35 ميناء في غرب إفريقيا وحدها
10 أيام فقط لفصل الميناء عن الولايات المتحدة و20 يومًا عن الصين ما يجعله محور القارة الإفريقية
12 مليون سيارة تصدر سنويًا عبر مصنع رينو المجاور الأكبر في إفريقيا
محطات الحاويات الأربع TC1 TC4 تدار بواسطة عمالقة مثل APM Terminals و CMA CGM باستثمارات تجاوزت 13 مليار يورو
رغم الإنجازات واجه الميناء عاصفة من الانتقادات
تهريب المخدرات ضبطت شحنات كوكايين مخبأة في أسماك التونة و5 أطنان من الشيرا داخل شاحنات
اتهامات بدعم الحرب الإسرائيلية في أبريل 2025 تظاهر المئات ضد سفينة مايرسك ديترويت التي نقلت منها معدات عسكرية أمريكية إلى حيفا عبر الميناء ما أثار جدلًا حول دوره في الترانزيت العسكري
منافسة شرسة مع إسبانيا موانئ مثل الجزيرة الخضراء خسرت 50 بالمئة من حركتها لصالح طنجة بسبب تكاليف التشغيل المنخفضة عشر مرات
ميناء طنجة المتوسط ليس مشروعًا اقتصاديًا فحسب بل قصة تحول جذري لمدينة طردت من ذاكرة المغرب الرسمية عقودًا لتعود اليوم بفضل موقعها الاستراتيجي تدير خيوط التجارة العالمية لكن الأسئلة تظل معلقة هل سيكون هذا الميناء أداة للتنمية المغربية أم مجرد محطة عبور لمصالح رأسمالية عابرة للقارات