
دعت منظمة “غرينبيس” البيئية المغرب ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى اعتماد تحوّل جذري في أنظمتها الغذائية، يقوم على تعزيز الإنتاج المحلي المستدام، وتثمين المعارف التقليدية لصغار المزارعين والمجتمعات الأصلية.
وشددت المنظمة على ضرورة أن تضع هذه الأنظمة الجديدة في صلب أولوياتها توفير الغذاء الآمن والمغذي للسكان، بدلاً من الانصياع لمنطق السوق وأرباح الشركات الكبرى، الذي غالباً ما يُفاقم اختلالات النظام الغذائي، ويؤدي إلى استنزاف الموارد الطبيعية والإضرار بالمناخ.
ووفق غرينبيس، فإن تحقيق العدالة المناخية والبيئية يتطلب إعادة الاعتبار للنماذج الزراعية المحلية، التي تراعي خصوصيات الأرض والبيئة، وتستند إلى حكمة الأجداد ومعارف الفلاحين، بعيداً عن الزراعات الصناعية الكثيفة التي تستهلك المياه والمبيدات وتُفاقم انبعاثات الغازات الدفيئة.
المنظمة البيئية شددت أيضاً على أهمية دعم السياسات العمومية لهذا التحول، من خلال الاستثمار في الزراعة المستدامة، وتأمين حقوق المزارعين، وتشجيع الإنتاج المحلي في مواجهة التغيرات المناخية التي باتت تهدد الأمن الغذائي في المنطقة.
ويأتي هذا النداء في وقت تواجه فيه دول المنطقة تحديات متزايدة، من ندرة المياه وتدهور الأراضي، إلى ارتفاع أسعار الغذاء وتنامي الاعتماد على الواردات، مما يفرض إعادة التفكير في أولويات السياسات الزراعية والغذائية نحو خيارات أكثر عدلاً واستدامة.